الساعات الذهبية
قد تحتلف الظروف، وتكثر الآراء حول أنسب وأكثر الأوقات إنتاجية خلال اليوم، لكن تجربتي الشخصية خلال فترة عملي في القطاع الحكومي، كشفت لي أفضل الساعات إنتاجية واكثرها إبداعاً بالنسبة لي.
بدأت التجربة عند شرائي للMacBook Pro قبل ثلاث سنوات تقريبا واللي أعطاني رفاهية التنقل والعمل في أي مكان - بدال ما كنت مربوط في مكان واحد مع الجهاز المكتبي - ، وبعد مرور فترة، بدأت بأخذ الجهاز الى مكان عملي، لكي أنجز ما أستطيع إنجازه في أوقات الفراغ - ويا كثر اوقات الفراغ ذيك الأيام! -
طبيعة عملي وقتها كانت عبارة عن شفتات تختلف من شهر الى شهر، فقد أعمل لمدة معينة خلال الفترة الصباحية، وأخرى خلال الفترة المسائية، وأخيرا خلال فترة منتصف الليل، وهذا الشي خلاني أجرب كل أوقات اليوم ولعشرات المرات، وعطيت نفسي استنتاجات معينة تفيدني في التخطيط للمشاريع المستقبلية وطريقة تنظيم الوقت لإنجازها.
بدايةً لازم نتفق على أن ساعات اليوم كلها صالحة للعمل، لكن على حسب عوامل معينة تحدد لك ساعاتك واللي تلاحظ فيها أنك تنتج بشكل سلس ومكثف - مثل وقت النوم وكفايته، و قلّة المقاطعات الخارجية سواءاً منك أو من شخص آخر، وأخيرا على حسب الوقت اللي تفضله بغض النظر عن أي عامل مؤثر -
أوه نسيت!!
فيه نقطتين لازم نتطرق لها قبل الحديث عن ساعاتنا الذهبية :
١- النوم وما أدراك ما النوم، فقلّته هي من أكثر العوامل تأثيرا على أي مبدع، وقد لا تلاحظ تأثيره في شهر أو شهرين وقد لا تلاحظ تأثيره أبدا من ناحية الشغل، لكن يؤثر على الإبداعية بشكل مرعب، لدرجة أن أبسط الحلول لأي مشكله تواجهك خلال العمل ممكن تنتظر ساعات وتصدع حتى تجد الحل أو الفكرة الإبداعية واللي ممكن ما تجي أصلا!
” و لكل الساهرين اللي يجونك اليوم الثاني يتفاخرون بنومهم لساعة واحدة أو عدم نومهم، لأنهم شغالين طوال الليل، نقول “
لا بأس بليلة أو ليلتين كان فيها deadline مهم ولازم تسهر عشان تخلصه، لكن اعلم أن خسارة إبداعيتك وحماسك للعمل مع مرور الوقت ليست مصدرا للفخر أبدا.
٢- أماكن العمل المفتوحة، والقصد هنا ليس الshared offices، ولكن داخل الشركات الإبداعية، نعم أنها مفيدة من حيث التواصل السريع بين جميع الموظفين، ولكنها في المقابل تساهم في تضييع ساعات طويلة من خلال مقاطعة الموظفين بعضهم لبعض.
المصمم على سبيل المثال، إذا بدأ العمل على مهمة تحتاج منه تركيز عالي، غالبا ما يدخل في جو العمل - يمسك خط - في خلال نصف ساعة، وما إن يبدأ السباحة في فضاء مخيلته الإبداعية ويبدأ بتصميم الأشكال الجميلة والمتناسقة، وتبدأ تتشابك في مخيلته البداية مع النهاية وعارف تماما كيف بيكون شكل التصميم النهائي ، ، ، حتى يأتيه الزميل الجميل اللي دايما لازم يصبّح عليه ويسأله ، أفطرت؟ . . . Boom ، ، ، انقطع حبل الأفكار وانفصلت البداية عن النهاية، أو زي ما قالو ”فصلت“، والمشكلة هنا أن هذا المصمم عشان يرجع لنفس الخط ونفس التركيز، يحتاج نصف ساعة إلى ساعة، وهكذا إلى أن ينتهي يوم العمل، والنتيجة أن المهمة اللي كان المفروض تاخذ ساعتين تركيز، توزعت على ٨ ساعات.
نرجع!
وزي ما قلنا، ساعات اليوم كلها صالحة للعمل، لكن في أوقات معينة تجمع ما بين الإلهام وبركة الوقت وطوله، واللي هي تماما من الساعة السادسة صباحا، وحتى التاسعة صباحا، قد تزيد وقد تنقص.
طبعا مو بالصدفة كانت هي الساعات الأفضل بالنسبة لي، لأن ضمانة الإستفادة منها يشمل خطوات لازم تعمل بها من اليوم السابق :
فترة ما بعد الدوام
أنت موظف ودوامك انتهى الساعة الخامسة عصرا، رجعت البيت وعلى بال ما تبدل وتريح بيأذن المغرب، هذي الفترة وإلى الساعة العاشرة تقريبا يكون وقت استرخاء وجلسة مع الأهل وطبعا يتخللها قليلٌ من NETFLIX مع عشا خفيف.
فترة ما قبل النوم بنصف ساعة
خلنا نقول ان وقت نومك الساعة 12 منتصف الليل - يفضل أبكر - قبل موعد نومك بنصف ساعة افتح جهازك وحدد المهام اللي يبيلها تركيز واللي تبغى تنجزها أول شي
- مشروع شخصي، أو مهام للوظيفة، أو أعمالFreelance -
بمجرد تحديد هذي المهام أنت فعلت ساعتك الداخلية وأطلقت نية وحطيت هدف، والشي هذا راح يساعدك في عملية النهوض من الفراش! لأنها صعبة جدا في البدايات!
فترة الفجر
غالبا راح يكون وقت نهوضك على الساعة 5:30 AM ، وعلى بال ما تصحصح وتضبط كوب الكوفي، راح تكون الساعة 6:00 AM
ولأنك محدد مهامك من الليلة السابقة، بيكون سهل جدا انك تدخل في جو الشغل على طول، ( في المقابل لو ما كانت المهام محددة، احتمال كبير يضيع الوقت في YouTube وكان يستحسن تكمل نومك! )
الطريقة الأنسب للإنتاجبة
استخدم تطبيق focus keeper عشان تقسم الثلاث ساعات هذي الى اوقات توصلك لأعلى درجات التركيز مع بريكات قصيرة تصل الى خمس دقائق.
طريقة عمل التطبيق جميلة وسهلة، بمجرد ما تفتحه وتضغط بدء ، راح يبدأ يحسب لك 25 دقيقة من التركيز واللي المفروض ما يقاطعك فيها أي شي، حتى الجوال، بعد انتهاء ال25 دقيقة راح يرن، ويحسب لك 5 دقايق استراحة تسوي فيها اي شي ثاني غير الشغل - يستحسن تفتح جوالك ! - وعلى هذا المنوال الى ان تنتهي من عملك او تقرر انك توقف.
النتائج
شخصيا لاحظت أن كمية الإنتاج تفوق إنتاجية يوم كامل في الدوام، آو أي مكان تكثر فيه المقاطعات، بالإضافة الى كمية الإلهام والأفكار اللي تكون أضعاف أي وقت ثاني من اليوم.
جرب وقارن الين تلاقي ساعاتك الذهبية، وراسلني برايك عشان نستفيد من بعض ^^
شكرا جزيلا . .